كيف تحج وتعتمر؟
اعلم أنه يجب على الحاج أن يتعرف الى مناسك الحج والعمرة وأخذها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يتجنب الأخطاء التي يقع فيها بعض الحجيج أثناء أداء مناسكهم، ثم يتعرف أيضاً الى تلك الفضائل والمنافع التي جعلها الله عز وجل في هذه الرحلة المباركة.
* والنسك ثلاثة: 1- حج الأفراد، 2- حج القران، 3- حج التمتع.
(ومن كان حجه قراناً أو تمتعاً وجب عليه الهدي، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على حج التمتع).
المواقيت المكانية والزمانية
والمواقيت المكانية خمسة:
- الحليفة (لأهل المدينة ولمن مر بها من غير أهلها).
- الجحفة (رابغ) (ميقات أهل الشام ومصر والمغرب ولمن مر بها من غير أهلها).
- قرن المنازل (لأهل نجد).
- يلملم (اليمن).
- ذات عرق (العراق وأهل المشرق).
والمواقيت الزمانية ثلاثة أشهر: شوال وذو القعدة وذو الحجة.
- وبعض الناس يظن أن الإحرام عبارة عن ارتداء ملابس الإحرام فقط، وهذا فهمٌ خطأ، فالإحرام معناه أوسع من ذلك، فملابس الإحرام (الإزار والرداء) للرجال هما سنّة من سنن الإحرام، والمرأة تحرم في ملابسها، وليس هذا هو الركن بل الركن أن تنوي نية الحج أو العمرة أو أن تجمع بينهما من الميقات (والنية محلها القلب).
فإذا وصلت الى الميقات أو حاذيته وأردت العمرة فعليك أن تقول: (لبيك اللهم عمرة)، وإن أردت الحج تقول: (لبيك اللهم حجاً)، وإن أردت أن تقرن بينهما تقول: (لبيك اللهم عمرة وحجاً).
ومحظورات الإحرام: 1- لبس المخيط، 2- تغطية وجه المرأة ويديها (ويجب عليها أن تغطي وجهها إذ مر بها رجال)، 3- تغطية رأس الرجال بعمامة، 4- الطيب، 5- تقليم الأظافر، 6- إزالة الشعر بالحلق أو القص أو غيره، 7- الجماع ودواعيه، 8- اقتراف المعاصي، 9- المخاصمة والجدال، 10- الخطبة وعقد النكاح، 11- التعرض لصيد البر بقتل أو ذبح، 12- الأكل مما صيد من أجله.
طواف القدوم
عند وصولك الى مكة تبدأ بالطواف وهو ركن، ثم تقصد الحجر الأسود فإن استطعت أن تقبّل الحجر فقبل، وإن لم تستطع فامسح عليه بيديك ثم قبل اليد، فإن لم تستطع الوصول الى الحجر فأشر بيدك اليمنى إليه وقل (الله أكبر) ثم تبدأ في الطواف سبعة أشواط، وهذا هو طواف القدوم. وقبل أن تبدأ في الطواف تعري كتفك الأيمن (سنّة الاضطباع) في الأشواط السبعة كاملة، وفي الأشواط الثلاثة الأولى فقط (سنّة الرمل) وهو درجة بين المشي والجري تسرع في الخطى إن تيسّر. وإذا بدأت في الطواف فاذكر الله وإن تكلمت فلا تتكلم إلا بخير وأكثر فيه من الدعاء، ولا يجوز أن تطوف من داخل الحجر بل يجب أن تطوف من خارج الحجر، ومن السنّة أن تمسح على الركن اليماني إن استطعت وإن لم تستطع فلا تشر إليه ولا تقبله، وتقول من عند الركن اليماني وحتى تصل الى الحجر هذا الدعاء: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”. (البقرة: 201).
لو أنك أثناء تطوف أحدثت فماذا تفعل؟ الأصل أن تذهب للوضوء فإن أتممت الطواف وأنت محدث فطوافك صحيح، فإذا توضأت وعدت فأكمل ما تبقى من طوافك. فإذا أقيمت الصلاة المكتوبة وأنت على طهارتك أثناء الطواف فتصلي ثم بعد ذلك تكمل ما بقي من الطواف، ولو أنك تطوف ثم أخطأت في العدد؟ هنا تبني على الأقل مثل الصلاة.
* وبعد أن تنتهي من الطواف صلّ ركعتين خلف مقام إبراهيم، فإن لم تستطع فصلّ في أي مكان في الحرم، واقرأ في الركعة الأولى (الكافرون) وفي الركعة الثانية (الإخلاص) ثم تذهب فتشرب من زمزم وهذه من السنن.
الصفا والمروة
ثم تذهب الى المسعى وهو ركن فتبدأ السعي بأن تصعد الى الصفا أو جزء من الجبل فتقرأ: “إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم”. (البقرة: 158)، ثم تقف وتستقبل القبلة وترفع يديك وتدعو الله ثم تنزل تريد المروة فإن وصلت الى مكان العلم الأخضر فعلى الرجل أن يهرول حتى يصل الى العلم الأخضر الثاني، (المرأة لا تهرول بين العلمين)، ثم بعد ذلك تمشي حتى تصل الى المروة فتصعد عليه وتفعل ما فعلته على جبل الصفا من دون أن تقرأ الآية فإن انتهيت من الدعاء تمشي الى الصفا حتى تنتهي من الأشواط السبعة.
* ثم بعد ذلك تتحلل من إحرامك بالحلق أو التقصير (إذا كنت متمتعاً فالأفضل أن تقصر) لأنك ستحلق بعدها بأيام في يوم النحر، والمرأة لا تأخذ من شعرها إلا بقدر أنملة من أسفل الشعر. (تجمعه بيدها ثم تقصر)، ثم بعد ذلك تتحلل من الإحرام وتنتهي مناسك العمرة.
مناسك الحج
فإذا جاء اليوم الثامن (يوم التروية) تبدأ في مناسك الحج، وهي على النحو التالي:
أولاً: تبدأ بالركن الأول وهو الإحرام تنوي نية الحج من المكان الذي توجد فيه وتقول: (لبيك اللهم حجاً) ثم تبدأ بالتلبية وترفع صوتك، ويسن أن تكثر من التلبية حتى ترمي جمرة العقبة في أول أيام العيد (يوم النحر).
ثانياً: تخرج الى منى فتصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر وتقصر الصلاة الرباعية لكن لا تجمع الصلوات.
ثالثاً: إذا طلعت شمس يوم التاسع تسير الى عرفة لتقف بها، وهو الركن الثاني. فإن استطعت النزول بنمرة فهذا خير وإذا لم تستطع فعرفة كلها موقف، فإذا زالت الشمس تصلي الظهر والعصر قصراً وجمعاً ثم تتفرغ لذكر الله والدعاء في هذا اليوم المشهود.
رابعاً: إذا غربت الشمس تذهب الى المزدلفة وتصلي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً ثم تبيت في المزدلفة حتى صبيحة يوم النحر، والمبيت فيها واجب على القادر عدا النساء والمرضى والعجزة يكفيهم جزء من الليل.
خامساً: تخرج الى منى ومعك الحصى، ثم ترمي جمرة العقبة الكبرى بمنى سبع حصيات ترميها جمرة جمرة ومع كل جمرة تكبيرة، ولا بد أن تنزل الجمرة في المرمى فإذا فرغت من الرمي يأتي وقت ذبح الهدي (وإن كنت قد دفعت ثمنه الى جهة وكلتها لتذبح عنك فلا بأس). ثم احلق رأسك (والمرأة تقصر كما فعلت في العمرة).
وبالرمي والحلق تكون قد تحللت التحلل الأول، ويجوز لك كل شيء من المحظورات الخاصة بالإحرام إلا النساء.
سادساً: ثم تذهب وتطوف طواف الإفاضة بملابسك المعتادة (بغير اضطباع ولا رمل) وهو الركن الثالث، وبالطواف يحل لك كل شيء حتى النساء.
سابعاً: ثم تذهب الى المسعى إن كنت متمتعاً فهذا سعي الحج وهو الركن الرابع. أما إذا كنت قارئاً أو مفرداً فسعيك الأول يكفيك، وإذا تغير الترتيب (الرمي الذبح الحلق الطواف) فلا حرج.
ثامناً: ثم بعد ذلك تعود الى منى فتبيت بها ليلتين أو ثلاثاً فترمي في كل يوم ثلاث جمرات (الصغرى والوسطى والكبرى) وترمي بعد الزوال من بعد صلاة الظهر ويستمر الرمي الى منتصف الليل ولا بد أن تبيت في منى، ومن ترك المبيت بمنى فعليه دم، فتجلس في منى ترمي كل يوم 21 حصاة.
تاسعاً: فإذا انتهيت من رمي الجمرات في الأيام الثلاثة يبقى عليك شيء واحد ألا وهو طواف الوداع وهو واجب من الواجبات (إلا في حق المرأة الحائض).
ولا يجوز بعد طواف الوداع أن تذهب لتبيع وتشتري بل يجب أن يكون آخر عهدك بالبيت الطواف ولكن يجوز شراء ما يلزمك في سفرك أو ما نسيت شراءه.